الأحد، 7 نوفمبر 2010

كعب بن زهير بن أبي سلمى

كان كعب فحلا مجيدا وكان يحالفه أبدا إقتار وسوء حال وكان أخوه بجير اسلم قبله وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكه وكان كعب أرسل إلى بجير ينهاه عن الإسلام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتواعده فبعث إليه بجير فحذره فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بأبي بكر رضي الله عنه فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الصبح جاء به وهو متلثم بعمامته فقال :يا رسول الله هذا رجل جاء يبايعك على الإسلام فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فحسر كعب بن زهير عن وجهه(وكان خائفا لأن النبي أهدر دمه وتوعده) وقال: هذا مقام العائذ بك يا رسول الله ,أنا كعب بن زهير ,فتجمهته الأنصار وغلظت له الذكر لما قال سالفا في رسول الله وأحبت المهاجرة أن يسلم ويؤمنه النبي صلى الله عليه وسلم فأمنه واستنشده:

بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول متيم إثرها لم يجز مكبول
وما سعاد غداة البين اذ عرضت إلا غضيض الطرف مكحول
وما تدوم على العهد الذي زعمت كما تلون في أثوابها الغول
ولا تمسك بالود الذي زعمت إلا كما تمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيده إلا أباطيل
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مبذول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت في الأقاويل
فلما بلغ قوله:
إن الرسول لنور يستضاء به وصارم من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف يوم القاء ولا سود معازيل
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من عنده من قريش كأنه يومئ إليهم أن يسمعوا حتى قال:
يمشون مشي الجمال البهم يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل
يعرض بالأنصار لغلظتهم عليه فأنكرت قريش عليه وقالوا: لم تمدحنا إذ هجوتهم فقال:
من سره شرف الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار
الباذلين نفوسهم لنبيهم يوم الهياج وسطوة الجبار
يتطهرون كأنه نسك لهم بدماء من علقوا من الكفار
فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردة اشتراها معاوية بعد ذلك بعشرين ألف درهم وهي التي عند الخلفاء حتى عهد ابن قتيبة مؤلف الكتاب الذي أنقل منه.

فمن للقوافي شأنها من يحوكها إذا ما مضى كعب وفوز جرول
كفيتك لا تلقى من الناس واحدا تنخل منها مثل ما يتنخل

وقال الحطيئة لكعب قد علمتم روايتي لكم أهل البيت وانقطاعي إليكم فلو قلت شعرا تذكر فيه نفسك ثم تذكرني من بعدك فإن الناس أروى لأشعاركم فقال :
يثقفها حتى تلين كعوبها فيقصر عنها من يسيئ ويعمل
فاعترضه مزرد أخو الشماخ فقال:
فلست كحسان الحسام ابن ثابت ولست كشماخ ولا كالمخبل
فباستك إن خلفتني خلف شاعر من الناس لا أكفى ولا أتنخل


(بانت:رحلت)(مبتول:سقيم من الحب)(مكبول:مقيد)(عرقوب:رجل اشتهر بعدم الوفاء)(الأنكاس:القاصرين عن الكرم)(معازيل:بدون سلاح)(عرد:هرب)(التنابيل:القصار)(المقنب: ألف أو أقل)(فوز :هلك)(يتنخل:يختار)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق