الخميس، 11 نوفمبر 2010

المسيب بن علس

هو من شعراء بكر بن وائل المعدودين وخال الأعشى وهو القائل :

ولقد بلوت الفاعلين وفعلهم / فلذي الرقيبة ما له مثل.
كفاه مخلفه ومتلفة / وعطاؤه متخرق جزل .
(المتخرق:تجاوز عطاؤه غيره).

ويستحسن قوله:

تبيت الملوك على عتبها / وشيبان إن غضبت تعتب.
وكالشهد بالراح أخلاقهم / وأحلامهم منهما أعذب .
وكالمسك ترب مناماتهم / وريا قبورهم أطيب .

هو من خماعة وهو من بني ضبيعة بن ربيعه بن نزار ويكنى أبا الفضه وهو خال الأعشى ,أعشى قيس وكان الأعشى راويته واسمه زهير بن علس وإنما لقب المسيب ببيت قاله ,وهو جاهلي لم يدرك الإسلام وكان امتدح بعض الأعاجم فأعطاه ثم أتى عدوا له من الأعاجم يسأله فسمه ,فمات ولا عقب له .

ومما سبق إليه فأخذ منه قوله يذكر ثغر المرأة أي فمها :

كأن طعم الزنجبيل به / إذ ذقته وسلافة الخمر .
شرق بماء الذوب أسلمه / للمبتغيه معاقل الدبر .
(الدبر : النحل)

وقال الجعدي :

وكأن فاها بات مغتبقا / بعد الكرى من طيب الخمر.
شرقا بماء الذوب أسلمه / بالطود أيمن من قرى النسر .
(الغبوق:شرب الخمر ليلا)

وقال المسيب في النحل :

سود الرؤوس لصوتها زجل / محفوفة بمسارب خضر .

وقال الجعدي :

قرع الرؤوس لصوتها زجل / في النبع والكحلاء والسدر .
بكرت تبغي الخير في سبل / مخروفة ومسارب خضر .

وقال المسيب يذكر النحل :

بكرت تعرض في مراتعها / فوق الهضاب بمعقل الوبر .
وغدت لمسرحها وخالفها / متسربلا أدما على الصدر .
فأصاب ما حذرت , ولو علمت / حدبت إليه بضيق وعر .
حتى تحدر من عوازبه / أصلا بسبع ضوائن وفر .
(مخروقة:مقطوعة .حدبت:أشفقت )

ومما سبق إليه قوله في الناقة :

مرحت يداها للنجاء كأنما / تكرو بكفي ماقط في قاع .
(تكروا :تلعب بالكره .الماقط:الذي يضرب بالكرة الحائط ثم يأخذها)

أخذه الشماخ فقال :

كأن أوب يديها حين عاودها / أوب المراح وقد هموا بترحال .
مقط الكرين على مكنوسة زلف / في ظهر حنانة النيرين معوال .

(مقط:مد .الكرين:جمع كره .زلف:ملساء)

ويستجاد له قوله :

لو كنت من شيئ سوى بشر / كنت المنور ليلة البدر .

ويستجاد له قوله في المرأة :

تامت فؤادك إذ له عرضت / حسن برأي العين ما تمق(تمف:تدمع).
بانت وصدع في الفؤاد بها / صدع الزجاجة ليس يتفق(يتفق:يلتإم)

وأخذ عليه قوله في الناقة :

وكأن غاربها رباوة مخرم / وتمد ثني جديلها بشراع .

(الرباوة:المرتفع.المخرم:مقطع الأنف.الجديل:الجبل))

أراد تمد جديلها بعنق طويلة والجديل الزمام ,وأراد أن يشبه العنق بالدقل قشبهها بالشراع ,قال ابن الأعرابي لم يعرف الشرع من الدقل ,وليس هذا عند ابن قتيبة غلطا والشراع يكون على الدقل فسمي بإسمه .والعرب تسمي الشيئ باسم غيره إذا كان معه وبسببه يدل على ذلك قول أبي النجم :

كأن أهدام النسيل المنسل / على يديها والشراع الأطول .

أراد بقايا الوبر على يديها وعنقها فسمى العنق شراعا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق