الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

امرؤ القيس

هو امرؤ القيس بن حجر بن عمرو الكندي وأمه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين وكليب هو الذي تقول فيه العرب أعز من كليب وائل وبمقلته هاجت حرب بكر وتغلب .
وهو من أهل نجد من الطبقة الأولى وهذه الديار التي وصفها في شعره كلها ديار بني أسد,قال لبيد ابن ربيعه :أشعر الناس ذو القروح يعني امرؤا القيس .
وكا قد طرده أبوه لما صنع في الشعر بفاطمة ما صنع وكان لها عاشقا فطلبها زمانا فلم يصلها حتى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان فقال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فلما بلغ ذلك حجرا أباه طرده وطلب من مولى له أن يقتله وأن يأتيه بعينيه فقتل ولد بقر الوحش وأتاه بعينيه فندم أباه فقال له بأنه لم يقتله فقال احضره .فذهب فإذا به يقول شعرا على رأس جبل :
فلا تتركني يا ربيع لهذه وكنت أراني قبلها بك واثقا
لإرده إلى أبيه فنهاه عن قول الشعر ثم انه قال:
ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي
فبلغ ذلك أباه فطرده,فلما بلغه مقتل أباه وهو بدمون قال:
تطاول الليل علينا دمون دمون انا معشر يمانيون
وإنا لأهلنا محبون
ثم قال ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا أمر ثم قال:
خليلي ما في اليوم مصحى لشارب ولا في غد ما كان شرب
ثم أقسم لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتى يثأر لأبيه فلما كان الليل لاح له برق فقال:
أرقت لبرق بليل أهق يضيئ سناه بأعلى الجبل
بقتل بني أسد ربهم ألا كل شيئ سواه جلل

ثم استجاش بكر بن وائل فسار إليهم وقد لجأوا إلى كنانه فأوقع بهم ونجحت بنو كاهل من بني أسد فقال :
يا لهف نفسي إذ خطئن كاهلا القاتلين الملك الحلاحلا
تالله يذهب شيخي باطلا

وقد ذكر امرؤا القيس في شعره أنه ظفر بهم فتأبى عليه ذلك الشعراء قال عبيد:
ياذا المخوفنا بقتل أبيه إذلالا وحينا
أزعمت أنك قد قتلت سراتنا كذبا ومينا

ولم يزل يسير في العرب يطلب النصر حتى خرج إلى قيصر ,وأعجبت به ابنة القيصر وقد كان وسيما وجميلا وكان يأتيها وتأتيه ليضاجعها وفطن لذلك الطماح ابن قيس الأسدي وكان حجر والد امرؤ القيس قد قتل أباه فوشي به إلى الملك فخرج امرؤ القيس متسرعافبعث قيصر في طلبه رسولا فأدركه دون أنقره بيوم ومعه حلة مسمومة على أنها هدية من الملك فلبسها في يوم صائف فتناثر لحمه وتفطر جسده وكان يحمله جابر بن حني التغلبي .
وقال حين موته :
وطعنة مسحنفره وجفنة مثغنجره تبقى غدا بأنقره
(مسحنفره:ماضية نافذه)(متعنجره:سائلة يسيل ودكها)
ومات ودفن بأنقره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق