السبت، 6 نوفمبر 2010

زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن ربيعه بن قرط(502-692م) حكيم الشعراء في الجاهلية وأئمة الأدب

هو زهير بن أبي سلمى واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني من مزينه مضر وكان زهير جاهليا لم يدرك الإسلام وأدركه إبناه كعب وبجير وأتى بجير النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إليه كعب:
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا(الخيف:مكان)
سقيت بكأس عند آل محمد فأنهلك المأمون منها وعلكا(عل:سقا)
فخالفت أسباب الهدى وتبعته على أي شيء ويب غيرك دلكا(الويب :الويل)

فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره فتوعده ونذر دمه فكتب بجير إلى كعب يحذره فخاف وقال قصيدته التي ذكر فيها :
بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول
وفيها أيضا:
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده وأنشده شعره فقبل توبته.


ويقال إنه لم يتصل الشعر في ولد أحد من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير وفي الإسلام ما اتصل في ولد جرير ,وكان زهير راوية أوس بن حجر , ويروى عن عمر بن الخطاب أنه قال :أنشدوني لأشعر شعرائكم .قيل :ومن هو .قال: زهير ,قيل :وبم صار كذلك؟ ,قال :كان لا يعاظل(أي لا يجعل بعض الأبيات لا تفهم إلا بغيرها) بين القول ولا يتبع وحشي الكلام ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه وهو القائل:
إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية من المجد من يسبق اليها يسود
سبقت اليها كل طلق مبرز سبوق إلى الغايات غير مخلد

وكان قدامة ابن موسى عالما بالشعر وكان يقدم قول زهير ويستجيد قوله:
قد جعل المبتغون الخير في هرم والسائلون إلى أبوابه طرقا
من يلق يوما على علاته هرما يلق السماحة فيه والندى خلقا

قال عكرمه بن جرير قلت لأبي من أشعر الناس؟قال أجاهلية أم إسلاميه؟
قلت جاهليه , قال زهير .
قلت فالإسلام :قال الفرزدق .قلت فالأخطل!
قال :الأخطل يجيد نعت الملوك ويصيب صفة الخمر .قلت له: فأنت؟ قال:أنا نحرت الشعر نحرا ,قال عبدالملك لقوم من الشعراء :أي بيت أمدح ! فاتفقوا على بيت زهير :
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله

قيل لخلف الأحمر زهير أشعر أم ابنه كعب .قال لولا أبيات لزهير أكبرها الناس لقلت إن كعبا أشعر منه يريد قوله:
لمن الديار بقنة الحجر أقوين من حجج ومن دهر
ولأنت أشجع من أسامة إذ دعي النزال ولج في الذعر
ولأنت تفري من خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
لو كنت من شيئ سوى بشر كنت المنور ليلة البدر
(تفري:تقطع)

وكان زهير يتأله ويتعفف في شعره ويدل شعره على إيمانه بالبعث وذلك قوله:

تنازعت المها شبها ودر البحور وشاكهت فيها الضباء
(شاكهت:شابهت)
ثم قال ففسر:
فأما ما فويق العقد منها فمن أدماء مرتعها الخلاء
وأما المقلتان فمن مهات وللدر الملاحة والصفاء

ويستحسن قوله :
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
(اعتنق:التحم)

ويستحسن قوله أيضا:
هو الجواد الذي يعطيك نائله عفوا ويظلم أحيانا فينظلم
يصف هرما بن سنان المري.
قد سبق زهير ألى هذا المعنى لا ينازعه فيه أحد غير كثير فإنه قال يمدح عبدالعزيز بن مروان:
رأيت ابن ليلى يعتري صلب ماله مسائل شتى من خنى ومصرم
مسائل أن توجد لديه تجد بها يداه وان يظلم بها يتظلم

وله معلقته المشهورة
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
ودار لها بالرقمتين كأنها مراجيع وشم في نواشر معصم
بها العين والآرام يمشن خلفة وأطلائها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهم
أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم ......
إلى باقي المعلقه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق