الاثنين، 8 نوفمبر 2010

النابغة الذبياني

هو زياد بن معاويه ويكنى أبا أمامه ويقال أبا ثمامه ,هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مره بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان .
(16ق.م .605 م)
وسمي النابغة بقوله:
فقد نبغت لنا منهم شئون
وكان شريفا فغض منه الشعر وكان مع النعمان بن المنذر ومع أبيه وجده وكانوا له مكرمين .

وأهل الحجاز يفضلون النابغه وزهيرا وقال شعيب بن صخر سمعت عيسى بن عمر ينشد عامر بن عبدالملك المسمعي شعر شعر النابغه فقلت يا أبا عبدالله : هذا والله الشعر لا قول الأعشى :
لسنا نقاتل بالعصي ولا نرامي بالحجاره

ويقال كان النابغة أحسنهم ديباجة شعر وأكثرهم رونق كلام وأجزهم بيتا ,كان شعره كلاما ليس فيه تكلف ونبغ بالشعر بعد ما احتنك(طعن في السن) وهلك قبل أن يهتر(تسقط أسنانه) قال وكان يقوي في شعره فعيب عليه وأسمعوه في غناء:

أمن آل مية رائع أو مغتد / عجلان ذا زاد وغير مزود.
زعم البوارح أن رحلتنا غدا / وبذاك خبرنا الغداف الأسود.(الغداف:الغراب)

فقطن فلم يعد ,قال الشعبي :دخلت على عبدالملك وعنده رجل لا أعرفه فالتفت اليه عبدالملك فقال : من أشعر الناس ,فقال :أنا ,فأظلم ما بيني وبينه ,فقلت من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فتعجب عبدالملك من عجلتي فقال: هذا الأخطل فقلت أشعر منه الذي يقول:

هذا غلام حسن وجهه / مستقبل الخير سريع التمام .
للحارث الأكبر والحارث ال / أصغر والأعرج خير الأنام .
ثم لهند ولهند وقد / ينجع في الروضات ماء الغمام .
ستتة أبائهم ماهم / هم خير من يشرب صفوا المدام .

فقال الأخطل :صدق يا أمير المؤمنين النابغة أشعر مني فقال لي عبدالملك ما تقول في النابغة ,فقلت : قد فضله عمر بن الخطاب على الشعراء غير مرة خرج وببابه وفد غطفان فقال أي شعرائكم الذي يقول :

أتيتك عاريا خلقا ثيابي / على خوف تظن بي الظنون .
فألقيت الأمانة لم تخنها / كذلك كان نوح لا يخون .

قالوا النابغة :قال فأي شعرائكم الذي يقول:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة / وليس وراد الله للمرء مذهب .

قالوا النابغة .قال : فأي شعرائكم الذي يقول :

فإنك كالليل الذي هو مدري / وإن خلت المنتأى عنك واسع .

قالوا النابغة .قال هذا أشعر شعرائكم .قال حسان : وفدت على النعمان بن المنذر فمدحته فأجازني وأورمني فإني لجالس عنده ذات يوم إذا صوت من خلف قبته يقول :

أنام أم يسمع رب القبة / يا أوهب الناس لعنس صلبه(العنس الناقه)
ضرابة بالمشفر الأذبه / ذات نجاء في يديها جذبه(الأذبة:الدباب.النجاء الإسراع.الجدبة الطول)

قال أبو ثمامة؟ فدخل فأنشده قصيدته التي على العين وكان يوم ترد فيه النعم السود ولم يكن بإرض العرب بعير أسود إلا له فأمر له منها بمائة بعير معها رعاؤها ومظالها وكلابها فلم أدر على ما أحسده على جودة شعره أم على جريل عطيته ,قال أبوعبيدة عن الوليد بن روح قال : مكث النابغة زمانا لا يقول الشعر فأمر يوما بغسل ثيابه وعصب حاجبيه على عينيه فلما نظر إلى الناس قال:

المرئ يأمل أن يعيش / وطول عيش ما يضره .
تفنى بشاشته ويبقى / بعد حلو العيش مره .
وتخونه الأيام حتى / لا يرى شيئا يسره .
كم شامت بي إن هلكت / وقائل لله دره .

ومما يتمثل من شعره :
نبئت أن أبا قابوس أوعدني / ولا قرار على زاز من الأسد .
أبا قابوس : كنية النعمان بن المنذر ملك الحيره .

ولو أني تخالفني شمالي / بنصر لم تصاحبني يميني .

وقوله :
فحملتني ذنب امرئ وتركته / كذي العر يكوي غيره وهو راتع (العر:الجرب)

أخذه الكميت فقال :
ولا أكوي الصحاح براتعات / بهن العر قبلي ما كوينا .

وقوله :
واستبق ودك للصديق , ولا تكن / قتبا يعض بغارب ملحاحا
(القتب:سرج الجمل.الغارب:ما بين سنام البعير وعنقه)

أخذه ابن ميادة فقال :
ما إن ألح على الإخوان أسألهم / كما يلح الغارب القتب .

طيقال أن النابغة هجا النعمان بقوله :

قبح الله ثم ثنى بلعن / وارث الصائغ الجبان الجهولا .
من يضر الأدنى ويعجز عن / ضر الأقاصي ومن يخون الخليلا .
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزوا / ثم لا يررء العدو فتيلا
والصائغ هو عطية أبو سلمى أم النعمان بن المنذر ملك الحيره.

وهجاه أيضا فقال :
ملك يداعب أمه وقطينه / رخو المفاصل أيره كالمرود .



وكانت العرب تضرب أمثالا على ألسنة الهوام ,قال المفضل الضبي : يقال امتنعت بلدة على أهلها بسبب حية غلبت عليها فخرج إخوان يريدانها فوثبت على أحدهما فقتلته فتمكن لها أخوه في السلاح فقالت هل لك أن تؤمنني فأعطيو كل يوم دينارا فأجابها إلى ذلك حتى أثرى ثم ذكر أخاه فقال كيف يهنئني العيش بعد أخي فأخذ فأسا وصار إلى جحرها فتمكن لها فلما خرجت ضربها على رأسها فأثر فيه ولم يمعن ثم طلب الدينار حين فاته قتلها فقالت :إنه ما دام هذا القبر بفنائي وهذه الضربة برأسي فلست آمنك على نفسي فقال النابغة في ذلك :

تذكر أنى يجعل الله فرصة / فيصبح ذا مال ويقتل واتره .
فلما وقاها الله ضربة فأسه / وللبر عين لا تغمض ناضره .
فقالت معاذ الله أعطيك إنني / رأيتك غدارا يمينك فاجره .
أبى لي قبر لا يزال مقابلي / وضربة فأس فوق رأسي فاقره .

ومما أخذ منه قوله :

لو أنها عرضت لأشمط راهب / عبدالإله صرورة متعبد .
لرنا لبهجتها وحسن حديثها / ولخاله رشد وإن لم يرشد .

وييمثل له من شعره أيضا:
ومن عصاك فعاقبه معاقبة / تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد(الضمد الحقد)

وهو الذل والهوان قال أوس بن حارثه : المنيه ولا الدنيه .والنار ولا العار .
وقال النابغة في العفة وهو أحسن ما قيل فيه :

رقاق النعال طيب حجزاتهم / يحيون بالريحان يوم السبابسب
(طيب حجزاتهم: ناية عن العفة , السباسب :عيدالشعانين)

وقال النابغة :
تدعوا القطا وبها تدعى إذا نسبت / يا حسنها حين تدعوها فتنتسب
وذلك لأنها تلفظ باسمها ,

وله معلقة مطلعها يقول :

يادار مية بالعلياء والسند / أقوت فطال عليها سالف الأبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق